العنف ضدّ المتحدّثين/الإفلات من العقوبة
كاريلو وباريتو ضد الوحدة الوطنية للحماية
كولومبيا
قضية مُنتهية الحكم يُعزز من حُرية التعبير
هذه القضية متاحة بلغات إضافية: استعرضها بلغة أخرى: English استعرضها بلغة أخرى: Español
تعرّض الصّحفي لويس غونزالو فيلاز ريستريبو للمضايقة والتهديد من قِبل ضباط الجيش الكولومبي بسبب تغطيته لاحتجاج ضدّ الحكومة والذي قامت الدولة الكولومبية بعده وبعد فشلها في توفير الحماية و إجراء تحقيق ملائم حول المسألة بخرق حقّ ريستريبو في حرية التعبير وحقّه وحق عائلته في معاملة إنسانية ومحاكمة عادلة والحق في حماية شرفهم وكرامتهم و حقوق العائلة والطفل والحق في حرية التنقل والإقامة و الحق في الحماية القضائية.
في سنة ١٩٩٦ وقع الاعتداء على لويس غونزالو فيلاز ريستريبو الذي يعمل كمصوّر لدى شبكة إخبارية وطنية من طرف ضباط جيش كانوا يراقبون المسيرة ممّا استوجب نقله إلى المستشفى. وعقب هذه الحادثة، بدأ الصّحفي وعائلته بتلقّي تهديدات بالقتل وأصبحوا عرضة للمضايقة من بينها محاولة اختطافه. بعد الحادثة الأولى وقع إجراء تحقيق عسكري داخلي نتج عنه اتخاذ تدابير تأديبية ضدّ الضباط وتمّ فتح تحقيق جنائي عسكري إلاّ أن الملف فُقد لاحقا. أما بخصوص المضايقة والتهديدات فلم يُفتح أيّ تحقيق في هذا الشأن ولم تقع إدانة أيّ مذنبين.
وأخيرا أحال فيلاز قضيّته ضدّ الدولة الكولومبية الى محكمة الدّول الأمريكية لحقوق الإنسان، مُعتبرا أنّ الدولة اخترقت المادّة ١ (التعهّد باحترام الحقوق) من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان والمادّة ٤ (الحق في الحياة) والمادّة ٥ (الحق في معاملة إنسانية) والمادّة ٨ (الحق في محاكمة عادلة) والمادّة ١٣ (الحق في حرية الفكر والتعبير) والمادّة ١١ (حماية الشرف والكرامة) والمادّة ١٧ (حقوق العائلة) والمادّة ١٩ (حقوق الطفل) والمادّة ٢٢ (الحق في حرية التنقل والإقامة) والمادّة ٢٥ (الحق في الحماية القضائية).
بخصوص الحق في حرية الفكر والتعبير حسب المادّة ١٣ من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان أكّدت المحكمة على أنّ للحق بُعدان: بُعد فردي وبُعد اجتماعي. يشمل البُعد الأول الحق في التماس ونقل المعلومات بما في ذلك نشرها للعامّة. يتعلّق البُعد الاجتماعي بحق الأشخاص في تلقّي المعلومات التي يوفرها الآخرون. كما أضافت المحكمة أنّ ممارسة مهنة الصحافة لا يُمكن فصلها عن الحق في حرية التعبير. أدركت المحكمة أنّه نظرا للاعتداء على فيلاز ريستريبو من قِبل ضباط الجيش عندما كان يُمارس عمله وأنّ الهدف من الاعتداء كان منعُه من الاستمرار في تصوير الأحداث والحصولُ على المحتوى الذي كان بحوزته يُمثل تعدّيا على حقه في حرية التعبير خاصة أنّ المعلومات تتعلق بالمصلحة العامة. ورأت المحكمة كذلك أن العدوان على فيلاز ريستريبو سيكون له تأثير سلبي على الصحفيين الآخرين الذين سيفكرون في تغطية حالات مماثلة، منتهكين مرة أخرى الحق في حرية التعبير والحق في تلقي المعلومات.
علاوة على ذلك أدركت المحكمة أنّ ممارسة الحق في حرية التعبير محكوم بشروط وممارسات اجتماعية تخوّله. إنّ غياب الحماية وعدم إجراء تحقيق ملائم من طرف الحكومة لم يُساعدا على توفير الظروف الملائمة و هذا دور الحكومة التي كانت على علم بالتهديدات والمضايقة التي تعرض لها الصحفي في ذلك الوقت وهذا يمثّل خرقا من طرف الحكومة الكولومبية للمادّة ٥ (المعاملة الإنسانية) و المادّة ١٣ ( حرية التعبير) من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان.
أشارت المحكمة أنّ الدّول ملزمة باتخاذ تدابير وقائية وحماية خاصّة للصحفيين المعرّضين لهذه المخاطر بسبب طبيعة مهنتهم. أضافت المحكمة أنّه نظرا لفشل الدولة في توفير الحماية وفتح تحقيق بخصوص التهديدات والمضايقات التي تعرّضت لها العائلة، فإنّ هذه الأخيرة طلبت اللجوء إلى الولايات المتحدة. هذه الإخفاقات من طرف الدولة خرقت حق العائلة في حرية التنقل والإقامة حسب المادة ٢٢ من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان، نتج عنه تفريق العائلة لمدّة زمنية هامة مما كان له تأثير مادي وعاطفي ونفسي على حياة الأطفال، وهذا خرق لحقوق العائلة والطفل حسب المادّتين ١٧ و١٩ من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان. إنّ إجراء محاكمة من طرف محكمة عسكرية لخرق حقوق الإنسان هو في حدّ ذاته خرق للحق في محاكمة عادلة حسب المادة ٨ من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان. كما أن عدم فتح تحقيق مناسب حول الأحداث يعتبر خرقا من طرف الدولة للحق في محاكمة عادلة و حماية قضائية حسب المادّتين ٨ و٢٥ من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان. أخيرا ونظرا لعدم وجود تهديد خطير لحياة فيلاز وعائلته، فإنّه لم يقع خرق المادة ٤ من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان.
يشير اتجاه الحكم إلى ما إذا كان الأخير يُوسع من مدي التعبير أم يُضيقه بناءً على تحليل للقضية.
تمثل القضية حرية الصحفيين في التعبير عن أنفسهم دون عقاب من الحكومة على هذا التعبير.
يوضح المنظور العالمي كيف تأثر قرار المحكمة بمعايير سواء من منطقة واحدة أو عدة مناطق.
تُشير أهمية هذه القضية إلى مدى تأثيرها وكيفية تغير مدى أهميتها بمرور الوقت.
صدر القرار عن محكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان، التي يتحتّم على كولومبيا احترام أحكامها.
Not accepted by the court.