العنف ضدّ المتحدّثين/الإفلات من العقوبة
هيدارا ضد غامبيا
غامبيا
قضية جارية الحكم يُعزز من حُرية التعبير
حرية التعبير العالمية هي مبادرة أكاديمية، ولذلك، نشجعك على مشاركة وإعادة نشر مقتطفات من محتوانا طالما لا يتم استخدامها لأغراض تجارية وتحترم السياسة التالية:
• يجب عليك الإشارة إلى مبادرة جامعة كولومبيا لحرية التعبير العالمية كمصدر.
• يجب عليك وضع رابط إلى العنوان الأصلي للتحليل القضائي أو المنشور أو التحديث أو المدونة أو الصفحة المرجعية للمحتوى القابل للتنزيل الذي تشير إليه.
معلومات الإسناد وحقوق النشر والترخيص لوسائل الإعلام المستخدمة من قبل مبادرة حرية التعبير العالمية متاحة على صفحة الإسناد الخاصة بنا.
هذه القضية متاحة بلغات إضافية: استعرضها بلغة أخرى: English استعرضها بلغة أخرى: Español استعرضها بلغة أخرى: Français
صرّح مكتب المدّعي العام بكولومبيا أنّ عملية اختطاف وتعذيب والاعتداء الجنسي على الصحفية جينيث بيدويا التي تعمل لدى صحيفة “الاسبيكتادور” El Espectador من طرف القوات شبه العسكرية بالتواطؤ مع موظفين حكوميين هي جريمة ضدّ الإنسانية.
كانت جينيث بيدويا ليما وهي صحفية لدى صحيفة الاسبيكتادور تحقق في جملة من الجرائم المرتكبة من طرف القوات شبه العسكرية وموظفين حكوميين في سجن موديلو في مدينة بوغوتا. سلّطت مقالات الصحفية الضوء على الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان منها حالات الإعدام خارج نطاق القضاء وغيرها من الجرائم مثل الاتّجار بالأسلحة.
قبل عدّة أيام من اختطاف الصحفية، تلقّى صحفيون آخرون يحققون في القضايا نفسها تهديدات مكتوبة أُرسلت مباشرة إلى مكاتب الصّحيفة. وكردّ على ذلك، حاولت جينيث بيدويا الاتصال بأفراد القوات شبه العسكرية المسجونين. في يوم ٢٥ مايو ٢٠٠٠، تلقّت جينيث مكالمة تقترح عليها مقابلة شخصية مع أحد أفراد القوات شبه العسكرية في سجن موديلو ووُعدت بالحصول على معلومات من المفروض أن تكون ذي أهمية لديها.
عند بلوغ بوابات السجن، قام رجل بتهديدها بواسطة مسدّس وقادها بالإكراه إلى مستودع. بقيت هناك لستّ عشر ساعة قاموا خلالها بوضع عصابة على عينيها ووقع الاعتداء عليها جسديا وإهانتها وقيل لها أنّه تمّت معاملتها بهذه الطريقة لكي تكون عبرة للصحفيين الآخرين العاملين لدى الاسبيكتادور. وقاموا إثر ذلك باغتصابها وتركها على طريق يؤدّي إلى بوغوتا.
وقام رئيس تحرير صحيفة ال اسبيكتادور بتقديم شكوى جنائية باسم جينيث بيدويا ليما. فتحت سلطات إنفاذ القانون تحقيقا في هذا الشأن ودامت المرحلة التمهيدية ١١ سنة دون أيّة نتائج.
وخلال مقابلة مع محقق من مكتب المدّعي العام، أقرّ أليخاندرو كارديناس أوروزكو أنّه أُرسل من طرف مجموعة من القوات شبه العسكرية (ذو بلوك سانتوروس) لقتل الصحفية جينيث لكن وقع إلغاء العملية في اللحظة الأخيرة وهذا يفسّر إطلاق سراحها. وخلال الإجراءات الاثباتية، تعرّفت الصحفية على أليخاندرو كارديناس كأحد المعتدين عليها.
لا تزال القضية قيد التحقيق حاليا.
انتهت فترة التقادم للجرائم المرتكبة ضدّ جينيث بيدويا وللمقاضاة يجب على المدّعي العام أن يحدّد ما إذا كانت الجرائم المرتكبة ضدّ الصحفية تقع ضمن نطاق الجرائم ضدّ الإنسانية مما يخوّل تمديد فترة التقادم. لا يعتبر القانون الجنائي وقانون الإجراءات الجنائية مفهوم الجرائم ضدّ الإنسانية كأساس لمنع فترة التقادم للإجراءات الجنائية من الانتهاء.
يجب على مكتب المدّعي العام تحديد ما إذا كان يمكن اعتبار جرائم الاختطاف والتعذيب والاعتداء الجنسي المرتكبة ضدّ جينيث بيدويا ليما كجرائم ضدّ الإنسانية وبالتالي تُرفع فترة التقادم للإجراءات الجنائية.
وللتوصّل إلى قرار، بدأ مكتب المدّعي العام بالتذكير بواجب الدولة بضمان الحقيقة والعدالة وجبر الأضرار وعدم تكرار الجرائم ضدّ ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقام مكتب المدّعي العام لاحقا بتحديد السياق الذي ارتكبت فيه هذه الجرائم وأكّد أنّ هذه الجرائم لديها صلة مباشرة بالصراع المسلّح الدّاخلي بكولومبيا. أفاد مكتب المدّعي العام أنّه في سياق صراع مسلّح داخلي، يجب تفسير القانون الجنائي في ضوء أجهزة القانون الجنائي الدّولي والقانون الإنساني الدّولي وبالتحديد المبادئ التوجيهية للجنة الصليب الأحمر الدّولية والكتيبات الإرشادية حول المفهوم ونطاق القانون الإنساني الدّولي والسوابق القضائية للمحكمة الجنائية الدّولية لجمهورية يوغوسلافيا سابقا.
بعد ذلك، استمرّ مكتب المدّعي العام في تحديد ما إذا كانت الجرائم المرتكبة ضدّ جينيث بيدويا تستوفي الخصائص المطلوبة للجرائم المرتكبة ضدّ الإنسانية. وصرّح بدليل وقوع انتهاكات شديدة لحقوق الإنسان خلال النزاع الدّاخلي في كولومبيا باعتباره جزءا من الاعتداء المتعمّد والمتداول والمُنَظّم ضدّ فئات معينة من المجتمع المدني وبالتحديد الصحفيين. أكّد مكتب المدّعي العام أنّ التعذيب والاعتداء الجنسي اللذين يقع ارتكابهما في سياق صراع مسلّح داخلي تُعتبر جرائم ضدّ الإنسانية حسب الأجهزة الدّولية. ولذلك أقرّ مكتب المدّعي العام أنّه يمكن في هذه الحالة تطبيق الأنظمة الأساسية للمحكمة الجنائية الدّولية ليوغوسلافيا السابقة و رواندا ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدّولية. تعتبر هذه الأنظمة أيّ جملة من الأعمال اللّاإنسانية منها القتل العمد والحبس والتعذيب والاختفاء القسري والاعتداء الجنسي التي يقع ارتكابها كجزء من الاعتداء المتعمّد والمتداول والمنظّم ضدّ أيّ فرد من أفراد المجتمع المدني خلال أوقات الحرب والسّلم على حدّ سواء كجرائم ضدّ الإنسانية.
لذلك، ختم المدّعي العام قائلا أنّه بالرّغم من أنّ قانون كولومبيا الجنائي لا يعتبر الجرائم المرتكبة ضدّ الإنسانية جريمة محددة، فإنّ هذه النوعية من الجرائم هي جزء من اتفاقيات حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية للقانون الجنائي والقواعد القطعية ذات الصّلة التي تنصّ عليها قوانين كولومبيا الوطنية والدّستور. في هذه الإطار، ذكر مكتب المدّعي العام أنّ قرارات المحكمة العليا التي تفرض أن يكون القانون المحلي متوافقا مع أحكام الاتفاقيات الدّولية حتّى وإن لم تقم السلطة التشريعية بإدراج الاتفاقيات ضمن قانونها الوطني بعد. (دائرة النقض الجنائية، حكم ٣ مايو ٢٠١٠، القاضية مريا ديل روزاريو غونزاليس دي ليموس).
وإضافة إلى ذلك، لخّص مكتب المدّعي العام عناصر الجرائم المرتكبة ضدّ الإنسانية
(أ) اعتداء على المجتمع المدني
(ب) وقع إثبات وقوع الاعتداء
(ت) يوجد ما يثبت أنّ الاعتداء كان متداولا ومنظّما
(ث) وقعت إثبات المعرفة بالاعتداء
وبالنسبة لمكتب المدّعي العام، فإنّ الشروط المذكورة أعلاه مستوفاة في قضية الصّحفية جينيث بيدويا:
لذلك، استنتج مكتب المدّعي العام أنّه بموجب القانون الجنائي الكولومبي يمكن اعتبار الجرائم مثل تلك التي وقع ارتكابها ضدّ جينيث كجرائم مرتكبة ضدّ الإنسانية مما علّق فترة التقادم للإجراءات الجنائية.
يشير اتجاه الحكم إلى ما إذا كان الأخير يُوسع من مدي التعبير أم يُضيقه بناءً على تحليل للقضية.
يُعزز القرار حرية التعبير لأنّه يضمن الحماية الكاملة لحرية التعبير في سياق الصراع الداخلي المسلّح ويخوّل للسلطات القضائية الامتثال للالتزامات العامة لمُواصلة التحقيق ومحاكمة وعقاب الأشخاص المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضدّ الصّحفيين.
إنّ التصريح بكون هذه الجرائم هي جرائم ضدّ الإنسانية بموجب القانون الدّولي يؤكّد أهمية ممارسة حرية الصحافة – ودور الصحفيين في سياق صراع مسلّح يبرز ضرورة التصدّي لظاهرة إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقوبة بسبب الرّقابة ويمثّل شكلا من أشكال التعويض لعائلة الضحية لأنّه يقرّ بخطورة الجريمة وبالتالي يبحث عن نتائج فعّالة مبنية على تحقيق أكثر تنظيما بحسب السياق الذي أدّى إلى ارتكاب الجريمة.
لم يكن للقرار أسبقية فمثل خطوة هامة وفريدة من نوعها في القانون المحليّ لأنه لم يقع التحقيق في عشرات قضايا القتل أو العنف ضدّ الصحفيين الذين يغطّون عملية الصراع المسلح الكولومبي أو وقع غلقها نظرا لانتهاء فترة التقادم للإجراءات الجنائية.
يوضح المنظور العالمي كيف تأثر قرار المحكمة بمعايير سواء من منطقة واحدة أو عدة مناطق.
تُشير أهمية هذه القضية إلى مدى تأثيرها وكيفية تغير مدى أهميتها بمرور الوقت.