طلب كارينا ميلي فرض قيود مسبقة (رقم ١)

قضية مُنتهية الحكم يَحُد من حُرية التعبير

Key Details

  • نمط التعبير
    الصحافة / الصحف, بث صوتي / مرئي
  • تاريخ الحكم
    سبتمبر ١, ٢٠٢٥
  • النتيجة
    الحكم الذي قضت به المحكمة, اتخاذ تدابير مؤقتة / تدابير احترازية ضد من يمارسون حرية التعبير, حظر أو تصفية المعلومات
  • رقم القضية
    ١٣٤٠٨/٢٠٢٥
  • المنطقة والدولة
    الأرجنتين, أمريكا اللاتينية والكاريبي
  • الهيئة القضائية
    محكمة أول درجة
  • نوع القانون
    القانون الدستوري, القانون الدولي / الإقليمي لحقوق الإنسان
  • المحاور
    الأمن القومي, التعبير السياسي, الخصوصية وحماية البيانات والاحتفاظ بها, حرية الصحافة
  • الكلمات الدلالية
    قيود سابقة, وسائل التواصل الاجتماعي, الفساد, الرقابة المسبقة

سياسة اقتباس المحتوى

حرية التعبير العالمية هي مبادرة أكاديمية، ولذلك، نشجعك على مشاركة وإعادة نشر مقتطفات من محتوانا طالما لا يتم استخدامها لأغراض تجارية وتحترم السياسة التالية:

• يجب عليك الإشارة إلى مبادرة جامعة كولومبيا لحرية التعبير العالمية كمصدر.
• يجب عليك وضع رابط إلى العنوان الأصلي للتحليل القضائي أو المنشور أو التحديث أو المدونة أو الصفحة المرجعية للمحتوى القابل للتنزيل الذي تشير إليه.

معلومات الإسناد وحقوق النشر والترخيص لوسائل الإعلام المستخدمة من قبل مبادرة حرية التعبير العالمية متاحة على صفحة الإسناد الخاصة بنا.

هذه القضية متاحة بلغات إضافية:    استعرضها بلغة أخرى: English

تحليل القضية

ملخص القضية وما انتهت اليه

منحت المحكمة الوطنية المدنية والتجارية الفدرالية رقم ٥ في مدينة بوينس آيرس في الأرجنتين التدبير التحفظي الذي طلبته كارينا إليزابيث ميلي، الأمينة العامة للرئاسة وشقيقة الرئيس خافيير ميلي، إذ أمرت بوقف نشر التسجيلات الصوتية المنسوبة إليها والتي يُزعم أنها حُصل عليها بشكل غير مشروع داخل المكتب الرئاسي.

وقد جادلت ميلي بأن نشر تلك التسجيلات –الذي أُعلن عنه عبر قناة بث مباشر وروّجه عدد من الصحفيين– قد يُلحق ضررًا لا يمكن جبره بشرفها وسمعتها وسلامتها الشخصية، فضلًا عن تعريض نشاط الحكومة للخطر. ومع ذلك، لم يتم التحقق بعد من محتوى التسجيلات.

وأقرت المحكمة بأن دستور الأرجنتين والمعاهدات الدولية يوفّران حماية قوية لحرية التعبير ويمنعان القيود المسبقة، إلا في ظروف استثنائية مطلقة. وبعد تحليل متطلّبات “رجحان النجاح في أصل الدعوى” و”الخطر في التأخير”، خلصت إلى أن نشر التسجيلات في هذه الحالة قد يتسبب بضرر يصعب تداركه لاحقًا ويمس مصالح محمية دستوريًا مثل الخصوصية والشرف والأمن المؤسسي. وبناءً على ذلك، فرضت المحكمة قيدًا مؤقتًا واستثنائيًا يقتصر حصرًا على التسجيلات محل النزاع وأمرت الهيئة الوطنية للاتصالات بإبلاغ جميع وسائل الإعلام بهذا التدبير.


الوقائع

في ٢٩ أغسطس ٢٠٢٥، قدّمت كارينا إليزابيث ميلي طلباً أمام المحكمة الوطنية المدنية والتجارية الفدرالية رقم ٥ في مدينة بوينس آيرس، طالبةً إصدار تدبير تحفظي استناداً إلى المادتين ١٩٨ و٢٣٢ من القانون الوطني للإجراءات المدنية والتجارية. وقد التمست المدعية من المحكمة أن تأمر بـ “وقف نشر أي محادثة أو صورة أو تسجيل صوتي أو فيديو تم الإعلان عنه في ٢٩ أغسطس ٢٠٢٥ على أنه عائد لها، عبر أي وسيلة إعلامية مكتوبة و/أو سمعية بصرية و/أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي من أي موقع أو منصة و/أو قناة إلكترونية.” [ص. ١]

وعلى الرغم من أن مضمون التسجيلات المطعون فيها لم يتم التحقق منه بعد، فقد جرى تداولها في أعقاب نشر تسجيلات صوتية أخرى كشفت –بحسب التقارير– عن أدلة مزعومة تتعلق بفضيحة فساد تورطت فيها مباشرة شقيقة الرئيس ميلي.

كما تضمن الطلب إلزام الهيئة الوطنية للاتصالات بإبلاغ القرار إلى جميع وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية والمكتوبة والرقمية، لضمان حظر إعادة إنتاج المواد وتداولها. وأكدت الطالبة أن نشر هذه المحتويات –الذي أُعلن عنه من خلال قناة بث مباشر تُدعى “كارنفال” وتداوله عدد من الصحفيين– قد يُلحق ضررًا لا يمكن جبره بشرفها وسمعتها، فضلًا عن المساس بالأمن القومي وبسير عمل الحكومة التي تشارك فيها.

وأشارت ميلي أيضًا إلى أنه إذا كانت التسجيلات حقيقية، فإنها تكون قد حُصل عليها بطريقة غير مشروعة داخل المكتب الرئاسي، وهو ما يشكل سابقة غير مألوفة في تاريخ البلاد. وأضافت أن نشر هذه المواد لن يلحق الضرر بها شخصيًا فحسب، بل سيعرّض أسرتها للخطر ويؤثر على المنصب العام الذي تشغله. ومن دون إقرار بصحة المحتوى المنسوب إليها أو بطريقة حصول وسائل الإعلام عليه، طلبت أن يُحظر أي إشارة إلى هذه التسجيلات الصوتية والمحادثات وأي تداول لها.


نظرة على القرار

في ١ سبتمبر ٢٠٢٥، كان على القاضي باتريسيو مارانييلو من المحكمة الوطنية المدنية والتجارية الفدرالية رقم ٥ في مدينة بوينس آيرس أن يقرر ما إذا كان سيمنح الإجراء التحفظي الذي يطلب وقف نشر الملفات الصوتية المنسوبة إلى كارينا ميلي —والتي يُزعم أنها حُصل عليها بطريقة غير مشروعة داخل مكتب الرئاسة— مع الأخذ بعين الاعتبار التوتر القائم بين حقوق الخصوصية والشرف لمسؤولة عامة رفيعة المستوى من جهة، والحق الدستوري في حرية التعبير من جهة أخرى. ولم يتم بعد تحديد المحتوى الفعلي للتسجيلات.

أولًا، أوضح القاضي أن المواد ١٤ و٣٢ و٧٥(٢٢) من الدستور الوطني تكرّس حرية التعبير وتدمج أحكام حقوق الإنسان الدولية مثل المادة ١٣ من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان. كما ذكّر بأن “حرية التعبير تشمل ليس فقط إبداء الأفكار والآراء، بل أيضًا نشر الأخبار من خلال الصحافة المكتوبة وما تنقله الإذاعة والتلفزيون والإنترنت.” [ص. ٤] وفي الوقت نفسه، أوضح القاضي أن الحق في حرية التعبير ليس مطلقًا، وأنه يمكن وضع قيود عند الضرورة لحماية حقوق أساسية أخرى مثل الخصوصية والأمن القومي.

بعد ذلك، فحص القاضي متطلبات منح الإجراء التحفظي: (١) احتمال النجاح في أساس الدعوى و(٢) الخطر في التأخير. وأشار إلى أنه فيما يخص الشرط الأول، فإن إصدار الإجراء التحفظي لا يتطلب تحليلًا كاملًا ونهائيًا للنزاع الأساسي، بل يكفي احتمال معقول بأن الحق المدعى به قائم. أما بالنسبة للشرط الثاني، فقد رأى القاضي أن الإحساس بالإلحاح وحده لا يكفي لتبرير الإجراء التحفظي؛ بل يجب إثبات وجود خطر جسيم وملموس ووشيك بأن الحق المدعى به سيفقد أو يتضرر أو يتعرض لأذى لا يمكن إصلاحه.

ثم شدّد القاضي على أنه، رغم أن القيود على حرية التعبير يجب أن تُفسّر بشكل ضيق، فإن وجود خطر جسيم وغير قابل للإصلاح قد يبرر تقييمًا أكثر مرونة لمنح الإجراءات التحفظية. وأكدت المحكمة أن حرية التعبير “تلعب دورًا محوريًا في الحياة الديمقراطية، وبالتالي لا تُقيَّد إلا في حالات الخطورة الواضحة.” [ص. ٥]

كما أوضح القاضي أن القاعدة العامة تقضي بأن قرار الشخص بنشر المعلومات لا يمكن أن يخضع للقيود المسبقة. وأضاف أنه لا يجوز السماح بالقيود المسبقة إلا في حالات استثنائية مطلقة. ورأى أن حظر الرقابة المسبقة لا يضمن فقط التعبير الفردي دون قيود، بل يحمي أيضًا حق المجتمع في المعرفة ويمنع التدخلات الخارجية من تقويض هذا الخير العام.

بعد ذلك، أشار القاضي إلى أنه وفقًا للشكوى، فإن الملفات الصوتية المنسوبة إلى كارينا ميلي قد حُصل عليها بشكل غير قانوني وسري، ربما من مكتب الرئاسة، وفي سياق اجتماع خاص. وفي ضوء ذلك، اعتبر أنه من الضروري الموازنة بين حماية حرية الصحافة وحظر القيود المسبقة من جهة، والعواقب الخطيرة التي قد يولدها نشر تلك المواد على التحقيقات الجارية المحتملة من جهة أخرى.

وبالنظر إلى ذلك، صرّح القاضي بأن “عدم قبول الإجراء التحفظي المطلوب قد يترتب عليه عواقب أكثر ضرراً على المجتمع ككل من التقييد المؤقت للمعلومات.” [ص. ٨] وخلص إلى أنه في هذه الحالة، يجب أن تخضع حرية التعبير للمخاطر التي قد تنشأ عن نشر التسجيلات المنسوبة إلى كارينا ميلي قبل معرفة محتواها. فبالنسبة له، فإن كشف هذه المواد قد يولد ضررًا يصعب أو يستحيل إصلاحه لاحقًا (الخطر في التأخير). وبناءً عليه، اعتبر أن الشروط اللازمة لمنح الإجراء قد تحققت.

وفي الوقت نفسه، أوضح القاضي أن قراره لا يضفي الشرعية على الرقابة المسبقة، لأنه يشكّل مجرد قيد استثنائي ومؤقت—محدود حصرًا بالملفات الصوتية المنسوبة إلى كارينا ميلي، والتي يُزعم أنها سُجلت في مكتب الرئاسة. وأكد أن الإجراء لا يهدف إلى تقييد النقاش العام أو تدفق المعلومات—المهمين للديمقراطية—بل يقتصر على حالة محددة واستثنائية.

وهكذا، قرر القاضي منح الإجراء التحفظي وأمر بـ “وقف نشر الملفات الصوتية المسجلة حصرياً في مكتب رئاسة الأمة، والمعلن عنها بتاريخ ٢٩ أغسطس ٢٠٢٥ والمنسوبة إلى السيدة كارينا إليزابيث ميلي، عبر أي وسيلة مكتوبة و/أو سمعية بصرية و/أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي من أي موقع أو منصة أو قناة إلكترونية.” [ص. ١٠] كما أمر القاضي هيئة الاتصالات الوطنية بإبلاغ جميع وسائل الإعلام بهذا التقييد.


اتجاه الحكم

معلومات سريعة

يشير اتجاه الحكم إلى ما إذا كان الأخير يُوسع من مدي التعبير أم يُضيقه بناءً على تحليل للقضية.

الحكم يَحُد من حُرية التعبير

إن القرار يقيّد حرية التعبير لأنه يفرض شكلًا من الرقابة المسبقة من خلال حظر نشر التسجيلات الصوتية المنسوبة إلى كارينا ميلي، والتي يُزعم أنها حُصل عليها بطرق غير مشروعة. وعلى الرغم من أن المحكمة سعت إلى تصوير التدبير على أنه استثنائي ومؤقت ومحدد النطاق، إلا أن أثره العملي يتمثل في تقييد مسبق لقدرة المجتمع على الوصول إلى معلومات قد تكون ذات صلة بالنقاش العام. ووفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان—لا سيما الاجتهاد القضائي للمحكمة الأميركية لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة—تُعد الرقابة المسبقة من أخطر انتهاكات حرية التعبير. ولا يجوز القبول بهذا النوع من القيود إلا في ظروف استثنائية للغاية—مثل حماية الأطفال أو منع التحريض على العنف، على سبيل المثال. وبناءً عليه، فإن الحكم يُشكّل خروجًا عن المعايير الدولية ويُعتبر تراجعًا في حماية حرية التعبير في الأرجنتين.

وقد أثار هذا التدبير التحفظي جدلًا وطنيًا واسعًا بسبب تداعياته البعيدة على حرية الصحافة والمساءلة العامة. فقد أدانت وسائل إعلام بارزة وقادة معارضون الحكم باعتباره رقابة قضائية غير دستورية واعتداءً غير مسبوق على النقاش الديمقراطي، في حين حذّرت منظمات دولية مثل الجمعية الدولية للصحافة من أنه يشكّل “سابقة خطيرة” على حرية التعبير في الأرجنتين. وقد ازداد الجدل حدة بالنظر إلى أن التسجيلات الصوتية مرتبطة بفضيحة فساد مزعومة تخص شقيقة الرئيس، وهو ما أبرز أكثر الطابع العام لمصلحة المجتمع في الاطلاع عليها.

وفي وقت لاحق، بتاريخ ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥، قام القاضي مارانييلو برفع أمر الرقابة بعد أن تقدمت كارينا ميلي بنفسها بطلب رسمي لسحب الدعوى. وصرّح القاضي بأن التدبير التحفظي أصبح غير ذي موضوع نظرًا لتغيّر الظروف، وأمر بإنهائه. ويُظهر هذا القرار اللاحق الطبيعة الاستثنائية والمؤقتة للحكم الأول، ولكنه يكشف في الوقت نفسه عن التوتر العميق بين استعداد السلطة القضائية لفرض قيود مسبقة وبين الحظر الدستوري والإقليمي على مثل هذه التدابير.

المنظور العالمي

معلومات سريعة

يوضح المنظور العالمي كيف تأثر قرار المحكمة بمعايير سواء من منطقة واحدة أو عدة مناطق.

جدول المراجع المستند اليها

القوانين الدولية و/أو الإقليمية ذات الصلة

  • الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان، مادة ١٣
  • العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية٬ مادة ١٩

معيار أو قانون أو فقه وطني

  • Arg., Code of Civil and Commercial Procedure of the Nation (1981)
  • Arg., Const. Nac. Article 32
  • Arg., Constitution, art. 14
  • Arg., Sup., Héctor Rubén Costa v. M.C.B.A., Fallos: 310:508 (1987)
  • Arg., Sup., Criminal v. Teodoro Antilli, Fallos: 119:231 (1914)
  • Arg., Sup., Martínez de Sucre v. Martínez, Fallos: 342:1777
  • Arg., Sup., Arnaldo Luis Bruno v. La Nación S.A., Fallos: 324:2419 (2001)

اهمية القضية

معلومات سريعة

تُشير أهمية هذه القضية إلى مدى تأثيرها وكيفية تغير مدى أهميتها بمرور الوقت.

لم تشكل هذه القضية سابقة ملزمة أو مقنعة سواء داخل أو خارج نطاقها القضائي. لا يمكن تحديد أهمية هذه القضية في هذه المرحلة الزمنية.

وثائق القضية الرسمية

هل لديك تعليقات؟

أخبرنا إذا لاحظت وجود أخطاء أو إذا كان تحليل القضية يحتاج إلى مراجعة.

ارسل رأيك